يَا سَمَـاءً مَا طَاوَلَتْهَا سَمَـاءُ **وَشُمُوْسًا مِنْ نُوْرِهَا الأَضْـوَاءُ
وَعُلُـوًّا وَرِفْـعَـةً تَتَهَـاوَى **مِنْ عُلاهَـا وَتَنْحَنِي الْعَلْيَـاءُ
يَا بُدُوْرًا سَنَاءَهَا مِنْ جَـلالٍ **تَخْتَفِـيْ مِنْ ضِيَائِهَا الظَّلْمَـاءُ
نِلْتَ عِـزًّا مُكَلَّلاً بِجَمَـالٍ **خَجِلَتْ عِنْدَ حُسْنِهِ الْحَسْنَـاءُ
حَاوَلُوا النَّيْلَ مِنْ عُلاَكَ فَذَلُّوا ** هُمْ وَإِبْلِيْسُ فِي الْمَقَـامِ سَوَاءُ
فَأَبُو الْجَهْلِ مُسْتَمِـرٌّ بِخُبْثٍ **لَمْ تَحِدْ عَنْ مَسَارِهِ الْجُهَـلاءُ
وَأُبَـيٌّ وَعُـتْبَـةٌ وَوَلِيْـدٌ **خَابَ وَاللهِ مَا نَـوَى الأَشْقِيَاءُ
يَا رَسُـوْلَ الإِلَهِ ذَلَّ أُنَـاسٌ **رَسَمُوْا وَاعْتَدَوا فَهُمْ سُفَهَـاءُ
رَسَمُوْا صُوْرَةً وَظَنُّوا انْتِصَارًا **أَيُّ نَصْـرٍ يَنَالُـهُ الأَغْبِيَـاءُ
لَكَ دِيْـنٌ مُرَصَّـعٌ بِجَـلالٍ **وَرِجَالٌ تَسِيْـرُ كَيْفَ تَشَـاءُ
إِنْ تَمَادَى الْعَدُوُّ فَالنَّصْرُ آتٍ **وَسَيَرْقَى عَلَى الرُّؤُوْسِ اللِّـوَاءُ
يَا رَسُـوْلَ الإِلهِ أَنْتَ رَؤُوْفٌ **وَرَحِيْـمٌ وَصَحْبُكَ الرُّؤَفَـاءُ
يَا رَسُـوْلَ الإِلهِ أَنْتَ تَقِـيٌّ **وَلِهَـذَا يُحِبُّـكَ الأَتْـقِيَـاءُ
يَا رَسُـوْلَ الإِلهِ أَنْتَ وَفِـيٌّ **نَصَّ سَيْرًا فِيْ دَرْبِكَ الأَوْفِيَـاءُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُـوْنَ كُفُّوْا عَدُوًّا **قَدْ تَمَادَى وَشَانَـهُ الْكِبْرِيَـاءُ
لَمْ يَجِدْ قَبْلُ صَعْقَةً مِنْ سَمَـاءٍ **أَوْ تَلَوَّتْ فِيْ رَوْضِهِ الْحِرْبَـاءُ
مَا رَأَى أَيَّ كَوْكَبٍ يَتَهَـاوَى **مِنْ عُلُـوٍّ وَمَا أَتَـاهُ الْجَـزَاءُ
لا وَلا أَمَّ أَرْضَهُ ابْنُ مُعَـاذٍ **أَوْ تَرَاءَتْ مِـنْ حَوْلِهِ الدَّهْمَـاءُ
لَمْ يَجِدْ قَـطُّ إِبْرَةً فِيْ طَرِيْـقٍ **صَنَعَتْهَا مِنْ أَجْلِـهِ الأَصْدِقَـاءُ
عَادَ يَلْهُـوْ بِخَنْجَـرٍ وَسُمُـوْمٍ **خَابَ قَوْمٌ أَعْدَاؤُهُـمْ أَنْبِيَـاءُ